يتواصل الجدل في مصر بشأن جريمة القتل المأساوية، التي شهدتها قرية الغرق بمركز أطسا بمحافظة الفيوم جنوبي القاهرة، حيث أقدم صاحب مخبز عماد أحمد (47 عاما) على قتل زوجته وأبنائه الـ6 بأن ذبحهم وسلم نفسه للشرطة.
وقالت شاهدة عيان وواحدة من أهالي القرية التي وقعت فيها الجريمة وتدعى ريهام سعيد (35 عاما) أن المتهم عماد استقر بالقرية منذ سنوات واستأجر منزلا وعمل بمخبز سياحي، وكانت حالته المادية متيسرة، ويقيم بالمنزل مع زوجته وأبنائه الـ6.
وأضافت أن المتهم خلال الفترة الأخيرة تبدل حاله وكان دائم الخلافات مع زوجته والعديد من جيرانه بسبب تعاطيه مخدر الإستروكس، بجانب الترمادول، والتي قد تكون قادته ببرود أعصاب لتنفيذ جريمته البشعة.
وأوضحت ريهام لموقع "سكاي نيوز عربية " أنه في يوم الواقعة كان المتهم ينزل من مسكنه وملابسه ملطخة بالدماء وفي يديه وعاء به بنزين وقام بحرق المخبز، وحينما قام الأهالي بإخماد النيران ذهبوا مسرعين إلى الطابق الثاني محل سكن زوجته وأبنائه، وحينما صعدوا تسمروا في أماكنهم لرؤيتهم زوجة الرجل جثة هامدة غارقة في دمائها، كما رأوا أبناءه جثث في حجراتهم.
ونوهت شاهدة العيان أن 5 من أبناء المتهم من زوجته السابقة، التي انفصل عنها قبل ثلاث سنوات ويدعى أبنائه أحمد (14 عاما) ومحمد (11 عاما) ويوسف (9 سنوات) والتوءم معتصم وبلال (4 أعوام ونصف) وأنجب من زوجته الثانية، مها عبد الباسط، ابنته آلاء (8 أعوام).
مصدر أمني يكشف سر الجريمة
وكشف مصدر أمني في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" ان المتهم عماد يعاني من اضطرابات نفسية وحاله اكتئاب حاد وكان يتلقى العلاج النفسي في إحدى المستشفيات، ولكنه في الفترة الأخيرة انقطع عن تلقى العلاج، الأمر الذي أصابه بحالة من الهياج، دفعته لذبح زوجته وأولاده.
وأضاف المصدر أن المتهم تقدم للنيابة بمستندات تثبت تلقيه لعقاقير طبية مضادة للاكتئاب، نافيا ما تردد بين أهالي القرية من أنباء تشير إلى أن سبب ارتكاب المتهم الواقعة، تعاطيه لمخدر "الإستروكس".
وتابع المصدر أن المتهم فور ارتكابه الواقعة، سيطرت عليه حالة من الصدمة والذهول، بعد مشاهدته لجثث زوجته وأولاده والدماء تسيل منها، فهرع إلى "المخبز" محل عمله محاولا إحراق نفسه، إلا أن عدد من الأهالي قاموا بإخماد النيران والاتصال بالأجهزة الأمنية وقام المتهم بتسليم نفسه للشرطة.
بداية الواقعة
بداية الواقعة بتلقي اللواء رمزي المزين، مدير أمن الفيوم، إخطارا من العميد أسامة أبو طالب، مأمور مركز شرطة أطسا، يفيد بلاغا من مركز الشرطة، بالعثور على جثة سيدة و6 أطفال أعمارهم متفاوتة داخل مسكن بقرية الغرق البحري، وانتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث، وتم فرض سياج أمنى، وتم التحفظ على الجثامين لحين وصول النيابة العامة لإجراء المعاينة اللازمة.
وتبين من التحريات الأولية، قيام صاحب مخبز، فجر الجمعة، بذبح زوجته وأبناءهما، لخلافات أسرية، ثم توجه إلى المخبز السياحي محل عمله، وأشعل النيران به محاولا الانتحار، لكنه تراجع واتصل بالأجهزة الأمنية وسلم نفسه.